''قررنا أكل حشيش ملعب المريخ للثأر لأنصارنا''

بالرغم من ملازمته لكرسي الاحتياط طيلة المباريات التي خاضها المنتخب الوطني خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم وأمم افريقيا 2010، إلا أن المدافع الأيمن لوفاق سطيف سليمان رحو كان له دور كبير في تأهل الخضر إلى مونديال جنوب افريقيا، بشهادة جميع لاعبي المنتخب، وبشهادة أيضا المدرب الوطني رابح سعدان الذي قال بشأنه ''رحو من اللاعبين الذين قدموا الكثير للتشكيلة الوطنية من خلال تجربته الكبيرة في الميادين''.
هذا الاعتراف، أثر كثيرا على سليمان رحو الذي قال في حوار خص به ''الخبر''، إن المدرب الوطني رابح سعدان يعد بمثابة الأب الروحي لجميع لاعبي التشكيلة الوطنية، مؤكدا أن خبرة سعدان هي التي رجحت الكفة للمنتخب الوطني في مباراته الأخيرة أمام مصر بالخرطوم، قائلا ''من الصعب بعد مباراة القاهرة تدارك النقائص في ظرف ثلاثة أيام، غير أن الشيخ تمكن من إعادة الثقة في نفوس اللاعبين وهو ما أثمر بانتزاعنا ورقة التأهل إلى المونديال''.
كما أثنى كثيرا رحو كثيرا على رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، الذي قال بشأنه ''الجزائر يكفيها فخرا أن تملك رجلا مثل روراوة الذي يعود له الفضل الكبير في هذه الوثبة التي حققتها الكرة الجزائرية''.
''لو اكتفوا بالاعتداء لكان أرحم''
وعاد بنا سليمان رحو إلى ما حدث في مباراة القاهرة، حيث أوضح أن الطرف المصري حاول بكل ما لديه من وسائل التأثير على معنويات التشكيلة الوطنية، منذ أن حطّت الطائرة في مطار القاهرة قبل يومين من موعد 14 نوفمبر، قائلا ''المصريون نجحوا في النيل، في الحط من معنوياتنا بعد اعتدائهم على الحافلة التي كانت تقلنا من المطار إلى فندق أبروتيل''، قبل أن يضيف ''تأثرنا كثيرا بالحادثة لأننا كنا نتوقع قبل الوصول إلى القاهرة أن تكون هناك استفزازات، لكن بهذا الشكل لم نكن نتوقع ذلك إطلاقا، خاصة وأنهم لم يكتفوا بنفي حادثة الاعتداء، بل زعموا أننا نحن الذين كسرنا زجاج الحافلة وهو أمر لا يتقبله العقل البشري''، على حد تعبير محدثنا الذي أضاف ''لو اكتفوا بالاعتداء علينا فقط، لكان أرحم، لكن أن يكذبوا ويحاولوا إلفاق التهمة بنا فهذا أمر لا يطاق''.
أما عن مقابلة القاهرة، أشار المدافع الدولي المخضرم سليمان رحو إلى أن الجميع قبل المقابلة كان يدرك أن المهمة ستكون صعبة للغاية، بالنظر للمعطيات التي سبق ذكرها، ''لكننا خلال فترات المقابلة أدركنا أنها ستكون مستحيلة، خاصة في ظل الهستيريا التي أصابت الجمهور المصري الذي لم تنقطع أهازيجه طيلة الـ96 دقيقة التي لعبناها''، على حد قول محدثنا الذي أضاف ''بعد الاعتداءات الوحشية التي كان أنصار المنتخب الوطني عرضة لها، حمدنا الله على أننا انهزمنا، لأننا لو فزنا لحدثت الكارثة''.
''عقدنا العزم أن نثأر لأنصارنا في الخرطوم''
وترك سليمان رحو الانطباع خلال حديثه عن مقابلة الفصل التي احتضنها ملعب المريخ بأم درمان بالسودان، أن المنتخب الوطني قبل المقابلة كان واثقا مائة بالمائة، حيث قال ''قبل السفر إلى الخرطوم، بعد المقابلة المشؤومة التي لعبناها في القاهرة، عقدنا العزم فيما بيننا أن نأكل حشيش ملعب المريخ من أجل أنصارنا ومن أجل أن لا تذهب دماء الجزائريين هباء منثورا''، مضيفا ''رغم الإصابات التي كنا عرضة لها بعد مقابلة القاهرة وبالرغم من معنوياتنا المنحطة، إلا أننا تجاوزنا كل الصعاب ودخلنا أرضية ميدان ملعب أم درمان بنية الفوز لا غير، وحتى لو لعبنا معهم خمسين سنة، فكنا سنهزمهم لا محالة والحمد لله وفقنا الله لإسعاد كل الشعب الجزائري برمته''.
''لم أر احتفالا في حياتي مثل الذي عشته مؤخرا''
وفي ختام حديثه معنا، كشف سليمان رحو أنه لم يعش في مشواره الكروي الذي كان حافلا بالانتصارات مع المنتخب الوطني وكذا مع شبيبة القبائل ووفاق سطيف وقبلها مع مولودية وهران، احتفالا مثل الذي عاشه بعد أن حطت طائرة المنتخب الوطني في مطار هواري بومدين بعد مقابلة الخرطوم، حيث قال ''عشت لحظات سعيدة في حياتي وفي مشواري الكروي، لكن لم أعش من قبل حفاوة الاستقبال الذي حضينا به من قبل أنصار المنتخب الوطني ومن قبل رئيس الجمهورية الذي استقبلنا كاستقبال الأبطال''.