أخطار ألعاب الكمبيوتر على الأطفال
اليوم. لم يعد أحد يعجب من وجود الكمبيوتر في مختلف نواحي الحياة:، في التعليم، وفي أماكن العمل لدى المهندسين والأطباء، في البنوك، وفي البيت.. إن إمكانات الكمبيوتر التكنولوجية، والتي تتميز بسرعة انتشارها، وتلاؤمها مع جميع الأوضاع، تجعله وعلى الدوام ذا استطاعة أكبر، ومبتغى جميع الأوساط، والفئات، وبالتالي فإن سعره آخذ بالانخفاض، ولكن وبعد أن أصبح الكمبيوتر الشخصي موجودا في حياة الإنسان، فإنه من الطبيعي أن نبحث عن مجموعة القوانين التي نشأت من اشتراك الكمبيوتر في حياة الفرد، وأن نجيب عن تلك الأسئلة التي تخلفها هذه الظاهرة (وليكن ذلك من ناحية الألعاب فقط):
الألعاب كوسائط لتطوير، وتحسين معلومات المجتمع، ماهي الطرق العلمية، والفكرية التي يجب أن نتبعها، ونراعيها أثناء تأليف هذه الألعاب، ونشرها، واستخدامها؟
ألعاب الكمبيوتر، وتأثيرها على تكوين شخصية الشباب، هل هذا الشيء هو مشكلة حقا؟
إلى أي درجة، يمكنها - ألعاب الكمبيوتر، والتي تفرض تعاملا متواصلا، وطويل الأمد مع الكمبيوتر الشخصي. أن تؤذي صحة الإنسان؟ وما هي الشروط والمواصفات الصحية التي يجب توافرها، ومراعاتها، أثناء التعامل مع الكمبيوتر؟
وللإجابة عن هذه الأسئلة، فإننا سنتطرق إلى موضوعين اثنين، الأول: الكمبيوتر وصحة الإنسان، والثاني: ما هي ألعاب الكمبيوتر التي نحتاج إليها.
وفيما يتعلق الكمبيوتر وصحة الإنسان منذ مطلع الثمانينيات، وعندما أصبح الاعتماد على الكمبيوتر شبه كلي في حياة العديد من الدول، أخذ الاهتمام يزداد بالمشاكل الصحية التي يخلفها اتصال الإنسان مع الكمبيوتر لفترات طويلة.
أجريت إحدى الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وألمانيا الغربية، على مجموعة من الناس يعملون مع الكمبيوتر، بشكل متواصل، ولساعات عديدة يوميا.
وقد أظهرت هذه الدراسة أن التعامل مع الكمبيوتر يؤدي إلى:
إضعاف النظر
زيادة الإرهاق النفسي.
ظهور بعض أمراض الحساسية
يؤثر على انتظام الدورة الدموية، ودقات القلب.
ولكن التأثير الأوضح، والأخطر، يتعرض له الأطفال والناشئون، للسببين التاليين:
1- لأن أجسامهم مازالت في طور النضج، وهي أشد عرضة للتأثر إذ إنها مازالت آخذة في النمو، والتطور.
2- لأن الأطفال ينجذبون نحو التكنولوجيا الجديدة، ويتعلقون بألعاب الميكرو كمبيوتر أكثر من الكبار. ولهذا ينصح العلماء، والأطباء بتحديد، وتنظيم فترات التعامل مع الكمبيوتر للإنسان على اختلاف مراحل عمره، على الشكل التالي:
الأطفال من 6-9 سنوات: يجب ألا يتعاملوا مع الكمبيوتر لأكثر من 30 دقيقة يوميا يتخللها فترة راحة من 15 إلى 20 دقيقة.
الأطفال من10-11 سنة: يجب ألا يتعاملوا مع الكمبيوتر لأكثر من 45 دقيقة يوميا يتخللها 15 دقيقة راحة بعد كل 15 دقيقة عمل.
الأطفال من 12 - 13 سنة: يمكنهم أن يتعاملوا مع الكمبيوتر لمدة 60 دقيقة يوميا، ولكن بعد كل 20 دقيقة عمل يتوجب فترة راحة حوالي 15 دقيقة.
الناشئون من سن 14 - 15 سنة: يمكنهم العمل 80 دقيقة يوميا، يتخللها فترة راحة مقدارها 20 دقيقة بعد كل 20 دقيقة عمل.
ولجميع الأعمار ينصح ألا يتعاملوا مع الكمبيوتر لأكثر من ثلاث مرات أسبوعيا، على ألا تكون في أيام متتالية، كذلك ينصح بقضاء فترات الراحة في الهواء الطلق، قدر الإمكان، مع تحريك الجسم بشكل يكفل تحريك جميع عضلاته، وفقراته.
وبخصوص ألعاب الكمبيوتر التي نحن بحاجة إليها؟ فإن تجربتنا العربية في هذا الإطار - تصنيع برامج ألعاب تعليمية، وغيرها - مازالت محدودة جدا، ولا تفي بحاجة السوق العربية الكبيرة، والمتنوعة، ومن هنا يظهر الخطر الآتي من الألعاب المستوردة من الأقطار الأخرى، والتي قد تحمل في طياتها معلومات، وأخلاقا بعيدة، ومختلفة عن أخلاقنا، وعاداتنا، وقد تكون مناهضة، ومغايرة لتعاليم ديننا، ولذلك يجب فرض مراقبة علمية وثقافية على الألعاب المستوردة، كذلك يجب أن يكون الأهل، والمعلمون على قدر كاف من المسئولية، عند انتقائهم الألعاب.
إن الدور الذي تلعبه ألعاب الكمبيوتر، وأهميتها، يتوجب وجود مجموعة من القواعد، والأسس التي يجب مراعاتها، عند القيام بصنع برنامج لعبة جديدة، أو لتحديد تلك البرامج الجاهزة، التي تطرح في الأسواق، وهذه القواعد هي:
1- هذه الألعاب يجب أن تحمل طابعا إنسانيا، وألا تكون مغايرة لمفاهيمنا، وقيمنا العربية الأصيلة، من حب للخير، والكرم، وغيرها.! وأن تكون بعيدة كل البعد عن الأخلاق والمفاهيم التي تتعارض مع معتقداتنا، أو التي قد تبثها آلة دعائية ما، لأغراض سياسية أو دينية، أو غير ذلك.
2- هذه الألعاب يجب أن تكون ذات قيمة علمية عالية، وألا يكون الهدف منها هو التسلية فقط، ولكن لزيادة معلوماتنا، وصقلها أيضا.
3- يجب أن تكون ذات إمكانات متنوعة جدا، فالحاسوب الشخصي يمكنه رسم الخطوط البيانية، ويظهر الصور الملونة، وله إمكانات موسيقية.. إلخ، كل هذه الإمكانات يجب أن تستخدم لدى إنشاء أي لعبة ليكون بإمكانها تقديم قسط أوفر من المتعة، وخلق أحاسيس، ومشاعر متنوعة لدى اللاعب.
4- ومن المهم جدا أن تكون ألعاب الكمبيوتر ذات نزعة صديقة، أي أن تؤمن فرصا الفوز بشكل متكافيء لكل اللاعبين، وللحاسوب في آن واحد، لأنه إن كان الفوز دائما للاعب، فهو سيمل اللعبة سريعا، وإن كان الفوز للحاسوب دائما فإن ذلك سيؤدي إلى عواقب سيئة لدى اللاعبين لدرجة قد تجعلهم يفرون منه. كذلك يجب أن تتضمن مكافآت للفائزين، مثل: معزوفة موسيقية، أو رسم لوحة ما، أو حتى عبارة تحية تكتب على الشاشة عقب الفوز.
5- لصنع برنامج لعبة جديدة، يجب أن تتوافر لدى المبرمج الفكرة المحددة الخاصة به، التي سيحاول جعلها صورا، وأصواتا. وإلا فإن الاقتباس من ألعاب أخرى سيؤدي حتما إلى أقل ما يمكن من المتعة، والقيمة العلمية.