4
أشهر فقط تفصلنا عن العرس الكروي المرتقب في جنوب إفريقيا، وهو الزمن
الفاصل للمنتخب الوطني لإعداد العدة للمونديال، ورص الصفوف طالما أن
المنتخب الوطني سيكون الممثل الوحيد للعالم العربي والإسلامي في الدورة.
ويبدو
أن برنامج المنتخب التحضيري ثريا وقد يكون ملائما بتهيئة الكتيبة
»الخضراء« للمحفل العالمي، خاصة بمواجهة منتخبات قوية وعالمية، إلا أن
الجدل الدائر في الوقت الحالي بخصوص تعديل التشكيل وإحداث تغييرات على
مستوى الطاقم الفني تعيد للأذهان طيف الأحداث التي سبقت مونديال 86 ثم النكسة التي صاحبت مشاركة » الخضر « آنذاك .
حذار من النبش في الطاقم الفنيوأول المطالب في الاتجاه السليم استعدادا للمونديال هو الحفاظ على استقرار المنتخب ممثلا في الطاقم الفني، خاصة في ظل اللحمة السائدة بين عناصر الطاقم الفني والطبي ومعرفتهم بخبايا المنتخب واللاعبين .
ولم يعد معقولا أن يتم إحداث تعديلات عن الطاقم الفني في الوقت الحالي، خاصة وأن اللاعبين أنفسهم لم يقدموا أي اعتراض تجاه سعدان ومجموعته .
ويدرك سعدان من منطلق خبرته أن سيناريو 86 لن يتكرر لذلك تفرد بالصلاحيات كاملة، مفضلا المشورة مع مساعديه زهير جلول ولمين كبير، ومدرب الحراس بلحاجي، وهي نقاط تحسب للمدرب .
ويبدو أن سعدان كان مقتنعا في بداية التصفيات بفكرة تدعيم الطاقم الفني، لكن النتائج التي حققها المنتخب جعلته يعدل عن الفكرة، ويرفضها من حيث الأساس خشية انفلات الوضع .
وسعت
الاتحادية جاهدة إلى توسعة الطاقم الفني بإضافة أحد قدامى اللاعبين ورشحت
عدة أسماء منها المحليين أو المغتربين بحجة تسهيل مهمة التواصل مع
اللاعبين المحترفين، لكن سعدان رفضها طالما أن النتائج تصب في مصلحته، ولم
يعد هناك جدوى في الوقت الحالي لتوسعة الطاقم الفني .
"الخضر" للجميع .. وسعدان مطالب بالمشورةبيد أن الاحتفاظ بالطاقم الفني وعدم إحداث تعديلات في الوقت الحالي، لا يعني أن سعدان يتفرد باتخاذ القرار دون مشورة أهل الاختصاص لأن المنتخب الوطني في الوقت الحالي أضحى مكسبا ومطلبا جماهيريا .
ويرى
المتتبعون أن سعدان مطالب باستشارة أهل الاختصاص، لأنه من غير المعقول أن
لا يتحدث مدرب المنتخب للمدربين المحليين، مثلما هو غير مقبول بتاتا من
رؤساء الأندية التدخل في عمل الطاقم الفني بحجة أنها مجرد مقترحات وهم
الذين عجزوا حتى عن إعداد لاعب جاهز ومتكامل للمنتخب .
وكان
المدرب الانجليزي فابيو كابيلو قد اتخذ قرارا بالاتفاق مع الاتحاد
الانجليزي لكرة القدم يقضي بالاجتماع مع مدربي أندية الدوري الممتاز
وترشيح كل مدرب للاعب من فريقه يصلح أو يستحق مكانا في المنتخب الإنجليزي.
وعلى
الرغم من المكانة التي وصلها كابيلو وجنسيته إيطالية التي تتعارض مع
المزاج الانجليزي، إلا أنه فضّل المشورة وهاهو يقود المنتخب الانجليزي نحو
المونديال وهو الذي عجز عن التأهل لكأس أوروبا تحت قيادة المدرب السابق،
الانجليزي ماكلارين.
بل
إن النموذج الفرنسي الذي نحتذي به كثيرا، يعتمد كثيرا على شبه مؤسسة
لمدربين على مستوى المديرية الفنية تضم أكثر من 20 مدربا ينشطون في أندية
القسم الأول والنخبة وتمد المدرب الرئيسي للمنتخب بالمعلومات وتزوّده بأدق
التفاصيل.
الوقت غير كاف لإحداث تعديلات في التشكيلويبدو أن المكاسب التي حصل عليها المنتخب من خلال مشاركته في كأس إفريقيا بأنغولا بظهور معالم التشكيلة الأساسية لا بد من تدعيمها، إذ لم يعد الوقت كافيا لإحداث تعديلات عن التشكيل الأساسي .
ويتردد العديد من الأسماء لتدعيم المنتخب منها من لم يسبق لها إطلاقا ربما المجيء للجزائر، وهو أمر غير معقول طالما أن الوقت غير كاف حتى لتحقيق التجانس .
إضافة
إلى ذلك فإن تدعيم المنتخب قد يثير الكثير من القلاقل، وهو ما يدفع إلى
القول أن ربما غياب لحسن بإمكانياته الكبيرة قد يكون مفيدا أكثر للمنتخب
في الوقت الحالي من حضوره، وذلك للحافظ على الاستقرار، طالما أن المنتخب
لم يعد يتحمل الكثير من المشاكل والتي قد تحطمه قبيل التنقل إلى جنوب إفريقيا .