النظام الرأسمالي: النظام الرأسمالي هو النظام الذي يقوم على الملكية الفردية لعناصر الإنتاج
والحرية الاقتصادية للأفراد في إدارة وتيسير وممارسة النشاط الاقتصادي
والتنافس فيما بينهم بهدف تحقيق المكسب المادي.
ويتمتع النظام الرأسمالي إلى هذه اللحظة بقدرته على التجدد والاستمرار
وقابليته للإصلاح؛ الأمر الذي جعل أغلب دول العالم اليوم تتوجه نحو الاتجاه
الرأسمالي.
ومن أهم خصائص النظام الرأسمالي:
1- الملكية الفردية لعناصر الإنتاج:
حيث يقوم النظام الرأسمالي على ملكية الأفراد لعناصر الإنتاج, ويعترف
القانون بهذه الملكية ويحميها, فالمالك له مطلق الحرية في التصرف فيما يملك
بالبيع وخلافه, وله الحق في استغلاله في أي مجال طالما لا يتعارض مع
القانون. فيمكن أن يوظف أمواله وما لديه في النشاط الزراعي أو الصناعي أو
يتركه عاطلاً, فهو له مطلق الحرية فيما يملك، ومن أهم الوظائف التي يؤديها
حق الملكية الخاص لعناصر الإنتاج أنه يوفر الباعث على الادخار، فمن يملك
يستهلك جزءًا مما يملكه ويدخر الباقي, وبذلك يكون هناك مدخرات لأغراض
الاستثمار وزيادة الدخل، فبدون الباعث على الادخار الذي يتيحه نظام الملكية
الفردية لا تتوافر الأموال التي توجّه إلى الاستثمار.
ويترتب أيضًا على حق المستقبل أو ليتمتع بها أبناؤه وبقية ورثته، وبذلك
يتوفر المزيد من دافع الادخار, ومن ثم المزيد من حوافز الاستثمار.
وبالطبع فهذه الحرية الاقتصادية المتاحة للأفراد ليست حرية مطلقة تمامًا,
بل في داخل الإطار القانوني والاجتماعي للمجتمع، فهناك أنشطة غير مشروعة
تمارس بما يعرف بالاقتصاد الخفي مثل بيع المخدرات مثلاً، فالحرية
الاقتصادية في النظام الرأسمالي مكفولة لكل الأنشطة المشروعة فقط.
2- حافز الربح:
يعد حافز الربح في النظام الرأسمالي هو الدافع الأساسي لزيادة الإنتاج, وهو
المحرك الرئيس لأي قرار يتخذه المنتجون, فكل فرد في هذا النظام إنما يتصرف
بما تمليه عليه مصلحته الشخصية بما يتفق مع تحقيق أهدافه الخاصة، وبما أن
الربح هو الفرق بين الإيرادات والتكاليف, فإن المنتجين في النظام الرأسمالي
يختارون النشاط الاقتصادي الملائم لاستغلال الموارد بأفضل طريقة ممكنة,
وحين يحدث ذلك في جميع الأنشطة الاقتصادية فإن كل الموارد الاقتصادية تكون
قد استخدمت ونظمت بحيث تعطي أقصى أرباح ممكنة, وبالتالي يحصل المجتمع على
أقصى دخل ممكن من موارده.
وهذا الربح في النظام الرأسمالي يسمى عائد المخاطرة؛ لأن الشخص صاحب
المشروع يخاطر ويغامر؛ فقد يربح أو يخسر, هذا, وقد أشار آدم سميث إلى وجود
يد خفية توقف بين المصلحة الخاصة للفرد وبين المصلحة العامة للمجتمع،
فالفرد الذي يسعى لتحقيق أقصى ربح ممكن إنما يقوم بإنتاج السلع التي يزداد
الطلب عليها, وبذلك فهو يلبي حاجة المجتمع لهذه السلعة. كما أنه يحقق
المزيد من الأرباح, وهكذا نجد أن الربح في النظام الرأسمالي ليس مجرد عائد
يحصل عليه المنظمون فحسب، ولكنه يعتبر أيضًا أحد العناصر الأساسية المسيرة
للنظام الاقتصادي وتعمل دائمًا على تنميته؛ حيث إن مزيدًا من الأرباح يعني
في النهاية مزيدًا من الإنتاج.
3- سيادة المستهلك:
لما كان المنتج يسعى إلى تحقيق أقصى ربح، فإن رغبات المستهلكين هي التي
تحدد مجالات الإنتاج التي فيها ربح أكبر، ولذلك حين تزداد رغبات المستهلكين
في منتج معين يزداد طلبهم عليها, وبالتالي يتّجه المنتجون إلى إنتاج هذا
المنتج ليربحوا أكثر, إذن فرغبات المستهلكين الزائدة هي التي تقرّر ما
ينتجه المنتجون, هذا ما يعرف بسيادة المستهلك، إن كمية إنتاج سلعة معينة
تتحدد حسب درجة رغبة المستهلك فيها.
4- المنافسة:
وهي من أهم خصائص النظام الرأسمالي, حيث تعتبر من العوامل التي تعمل على
زيادة الكفاءة الاقتصادية والإنتاجية، فالمنتجون يتنافسون فيما بينهم
لاجتذاب أكبر عدد من المستهلكين, والنتيجة هي اتجاه الأسعار للانخفاض وخروج
المنتجين ذوي الكفاءة المنخفضة, ولا يتبقى في السوق إلا الأكفاء، ومن ثمّ
يؤدي ذلك إلى الاستخدام الأفضل للموارد ومن ثم التخصيص الكفء للموارد.
ومن ناحية أخرى توجد المنافسة على مستوى المستهلكين الذين يتنافسون فيما
بينهم للحصول على السلع والخدمات التي يحتاجونها؛ ما يؤدي إلى ارتفاع
الأسعار, بحيث يخرج المستهلكون الذين لا تمثل لهم السلع ضرورة قصوى, أو
الذين لا تتناسب المنفعة التي يحصلون عليها من السلعة مع ثمن السلعة. ولا
يتبقى في السوق إلا الذين تكون حاجتهم للسلعة أكبر.
وهكذا يؤدي التنافس بين المنتجين فيما بينهم وبين المستهلكين فيما بينهم
إلى الاستغلال الكفء للموارد الاقتصادية؛ حيث إن توفر خاصية المنافسة يؤدي
إلى توفير السلع بأحسن جودة وأفضل الأسعار.
5- جهاز الثمن هي الآلية التي تحدد الأسعار:
توجد رغبات للمستهلكين في سلع معينة, هذه الرغبات تسمى بقوى الطلب, وتوجد
رغبات للمنتجين في عرض منتجاتهم وبيعها لتحقيق أنظم ربح ممكن, ويسمى ذلك
بقوى العرض، فنتيجة للتفاعل بين قوى الطلب وقوى العرض تتحدد الأسعار وتتجدد
كمية كل منتج في السوق.
مثال ذلك: إذا ارتفع طلب المستهلكين على شراء المياه المعدنية حتى صار
طلبهم عليها أكبر من الكمية الموجودة في السوق سيؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار
المياه المعدنية, وبالتالي سيتجه المنتجون إلى إنتاج مياه معدنية أكثر
لتحقيق ربح أكبر, وبالتالي سيزيد إنتاج المياه المعدنية بالفعل، والعكس إذا
قلّ طلب المستهلكين على الدجاج سيقل سعر الدجاج, وبالتالي سيقل عدد
المنتجين للدجاج. هذا التفاعل بين قوى العرض والطلب وما يؤدي إليه من
تحديد ثمن للأسعار والكمية المنتجة للسلع, هذا ما يعرف بجهاز الثمن
يشير مصطلح الرأسمالية
بشكل عام إلى نظام إقتصادي تكون فيه وسائل الإنتاج بشكل عام مملوكة ملكة
خاصة أو مملكوكة لشركات تعمل بهدف الربح، وحيث يكون التوزيع، الإنتاج
وتحديد الأسعار محكوم بالسوق الحر والعرض والطلب. بحسب الحتمية التاريخية
بحسب ماركس، فإن الرأسمالية هي ثمرة التطور الصناعي و النقلة النوعية في
وسائل الإنتاج المتخلفة في العصر الإقطاعي إلى الوسائل المتطورة في الثورة
الصناعية و التي كانت ظهور الرأسمالية فيها كأحد التبعات، عقب التوسع
العظيم في الإنتاج بدأت الإمبريالية بالظهور من خلال وجود شركات إحتكارية
تسعى للسيطرة على العالم فبدأت الحملات العسكرية الهادفة لإحتلال أراضي
الآخرين و تأمين أسواق لتلك الشركات و هذا فيما يعرف بالفترة الإستعمارية،
ظلت ذيول هذا الإستعمار على الرغم من استقلال العديد من الدول لاحقا حيث
مولت هذه الشركات عدة انقلابات عسكرية في فترة الخمسينات و الستينات في دول
أمريكا اللاتينية بهدف الحفاظ على هيمنتهاعلى تلك الدول، تؤمن الأنظمة
الرأسمالية بالفكر الليبرالي و هو انتهاج الرأسمالية كاقتصاد و الديمقراطية
كسياسة، تعتبر المقولة الفرنسية ( دعه يعمل دعه يمر ) هي الشعار المثالي
للرأسمالية التي تعمل على حرية التجارة و نقل البضائع و السلع بين البلدان و
دون قيود جمركية، كانت الشيوعية بتمسكها المفرط بالحد من الملكية التي
بنظرها السبب الرئيسي لإستغلال الإنسان لأخيه الإنسان كرد فعل على التوسع
المفرط في الملكية داخل النظام الرأسمالي المنقسم لطبقتين الأولى ثرية و
الأخرى فقيرة وعاملة اصطلح عليها كارل ماركس بـ ( البروليتاريـا ).
الإشتراكية هي محو الطبقات \" ومحو الطبقات يعني مباشرة تذويب علاقات
الإنتاج ثم بالتالي إزالتها، إزالتها لا لتستبدل بعلاقات أخرى مختلفة بل
لتغيب نهائياً وإلى الأبد. وعرفها ماركس في \" نقد برنامج غوتا \" بالقول..
\" ما بين المجتمع الرأسمالي والمجتمع الشيوعي هناك فترة تحول ثوري ؛
ويتجاوب مع ذلك فترة عبور سياسي حيث لا يمكن أن تكون الدولة إلا دولة
دكتاتورية البروليتاريا \"ـ فكلمة عبور (transition) تشير إلى وقت قصير
نسبياً يتم فيه العبور من النظام الرأسمالي إلى الشيوعية، ولزوم دكتاتورية
البروليتاريا هو بسبب أن البروليتاريا هي الطبقة الوحيدة القادرة على محو
جميع الطبقات بما فيها طبقتها ـ استطاع الرأسماليون أن يمحو طبقة الفلاحين
من المجتمع الرأسمالي المتطور فلا يتواجد منذ زمن في بريطانيا أو الولايات
المتحدة أي أثر لطبقة الفلاحين إلا أن الرأسماليين لا يمحون ولا يرغبون في
أن يمحوا طبقة البروليتاريا التي هي مادة تجارتهم بعكس البروليتاريا التي
تميل بطبيعتها إلى إلغاء طبقتها، طبقة البروليتاريا. الإشتراكية هي مجرد
فترة عبور إلى الشيوعية، التي هي ليست نظاماً، تُمحى فيها كل علاقات
للإنتاج دون أن تحل محلها أي علاقات مختلفة أخرى. يعبر المجتمع عتبة
الشيوعية دون أن يكون فيه أي طبقة، مجتمع بلا طبقات، بلا رأسماليين وبلا
حرفيين وبلا فلاحين وبلا عمال، بلا نقد، بلا أجور وبلا أسعار : جميع الناس
يعملون طوعاً لخير المجتمع كله دون أن يساقوا إلى العمل كما تساق الخراف
إلى المسلخ كحال العمال في النظام الرأسمالي. ((((الفرق واضح))))
تمييز
الرأسمالية:
مذهب فلسفي علماني غربي مادي جشع، قام يناهض الكهنوت
والإقطاع اللذان كانا سائدين في أوربا، حيث كان الإقطاعيون يتمتعون بملك
الأراضي والتجارة، أما بقية الناس فليس أمامهم حتى يعيشوا إلا أن يكدحوا
ويجهدوا تحت ظل الإقطاعيين ويكونون تبعاً لهم، فقام الفكر الرأسمالي مضاداً
للإقطاع ولكنه ظل قروناً حتى خرج في صورته النهائية التي نراها اليوم، فقد
حارب الرأسماليون الإقطاع شره وخيره، واندفعوا في تضخيم ما يناقضه كردة
فعل للظلم الذي عانوا منه تحت وطأة ظلم الإقطاع، فقام الرأسماليون في غلو
ظاهر بإشباع حاجات النفس الضرورية والحاجية والكمالية إلى أن بلغوا درجة
الترف المسرف المبذر، وَبالغوا في تنمية الملكية الفردية، وتوسعوا في مفهوم
الحرية الشخصية توسعاً انحطت به إنسانيتهم إلى دركات الحيوانات العجماوات،
وحرصوا حتى يضمنوا أن لا يأتي من يعكر عليهم حرصهم
على مبادئهم- على فصل الدين عن الحياة العامة نهائياً،
وجعل الرأسماليون أعظم هدف يسعون إليه هو نيل أكبر قدر ممكن من المنفعة
واللذة إذ هما السعادة في فلسفتهم.
وللرأسمالية أشكال متعددة؛ منها: نظام ((الكارتل)) وهو
تكوين الشركات العملاقة المحتكرة، ونظام ((الرأسمالية الصناعية)) وهو
الفصل بين رأس المال وبين العامل، ونظام ((الرأسمالية التجارية)) وهو
الوساطة بين المنتج والمستهلك، ونظام ((الترست)) وهو العمل على السيطرة على
السوق من خلال إقامة الشركات العملاقة التي لا تنافس، ونظام ((الاستعمار،
ومناطق النفوذ)) وهو في حقيقته التخريب والسلب والنهب حيث تستولي الدول
الرأسمالية على الدول الغنية بثرواتها الفقيرة بقوتها وتبتز تلك الخيرات
لصالحها وترى ذلك حقاً من حقوقها. وهكذا.
والنظام الرأسمالي نظام بشري لا يحكم شرع الله - تعالى
-، ومن الأمور الظاهرة فيه أنه لا يرى مهمة للدولة سوى حماية أصحاب رؤوس
الأموال والدفاع عن البلد التي هم فيها، ولأصحاب رؤوس الأموال تنميتها بكل
طريقة يريدون وإن خالفت جميع الشرائع والحريات، ولا تمانع الرأسمالية من
وقوع الفوضى الاعتقادية والفكرية والسلوكية والاجتماعية ما دامت لا تضر
بأموالهم مباشرة، وهذه الفلسفة ولدت أنانية غالية يعيشها أربابها، وقيام
أسواقها على السيطرة والاحتكار وابتزاز الأيدي العاملة، وإشاعة البطالة
التي تحدثها تصرفات صاحب رأس المال الأنانية، وظهور الطبقية القاسية بين
أصحاب رؤوس أموال هائلة يعملون بكل ما أوتوا من قدرات وإمكانات تشريعية
ونفسية وابتزازية، وطبقة عاملة كادحة تسعى للبحث عن لذتها تحت وطأة دفع
وابتزاز أصحاب رؤوس الأموال الذي يمصون دماءهم بترويج وبيع سلعهم بكل طريقة
ممكنة، وللرأسمالي أن ينمي أمواله بكل طريقة يريد؛ ومنها: صناعة الخمور
والدعارة والربا والتدليس والغرر والإغراء.
الاشتراكية:
مذهب فكري اجتماعي ملحد خرج من أوربا في القرن التاسع
عشر النصراني وامتد إلى روسيا، ولكنه في أوربا وقف عند حدود معينة خيالية
على يد مبتدعيه؛ وهم: سان سيمون ولويس بلان وروبرت أدين وغيرهم، وفي روسيا
التي تبنت الاشتراكية العلمية التي قال بها كارل ماركس وانتهت إلى الثورة
البلشفية الدموية.
النظام الرأسمالي
السمات :
1) الملكية الخاصة حيث يملك الأفراد عوامل الإنتاج
2)الحرية الاقتصادية حيث يملك الأفراد حرية اتخاذ
القرار .
3) حافز الربح هو الحافز الأساسي لزيادة الأرباح
4)المنافسة بسبب وجود عدد كبير من المنتجين .
5)جهاز الثمن هو الذي يقوم بتحديد الأسعار .
العيوب :
1) الملكية الفردية وسيلة للسيطرة و عدم تكافؤ الفرص
2) الحرية محدودة بسبب التفاوت الكبير في الثروات
3) التعرض لتقلبات دورية من تضخم و كساد .
4) خروج صغار المنتجين بسبب المنافسة .
النظام الاشتراكـــي
السمات :
1)الملكية الجماعية لعوامل الإنتاج فملكية الأفراد
قاصرة علي السلع الاستهلاكية .
2) التخطيط الاقتصادي عن طريق خطة قومية مدروسة تقوم
بالتوفيق بين الموارد و الحاجات .
3) أشباع الحاجات عن طريق دراسة احتياجات و تحديد
كمياتها و دراسة طريقة توفيرها .
العيوب :
1) حدوث أخطاء بسبب تجميع سلطة اتخاذ القرارات في
أيدي مجموعة قليلة .
2) تدخل الدولة بسبب
الروتين و يتطلب جهاز مراقبة .
3) الحوافز المادية و المعنوية محدودة و لا تشجع علي
زيادة الإنتاج .