من منا لم يبكي؟
وتساقطت من مقلتيه دموع تخفي أكثر مما تعلن
* كلنا نبكي علنا أو سرا ولكن ما هذا الماء الذي يتساقط من أعيننا
والذي غالبا ما يتساقط بعدما نكون مررنا بتجربة مريرة
ولا يتوقف الدمع عند إحساس معين أو شكل معين
بل يختلف الدمع باختلاف الإحساس الباعث له فللدمع أشكال وصنوف منها:
دمعة ندم:
دمعة جميلة من نفس زكية وضمير حي
تتساقط عندما نستشعر حجم ذنوبنا ومعاصينا
* عندما نحاسب أنفسنا ونرى أخطاءنا ونندم عليها.
دمعة حزن:
هي دمعة لا توصف بكلمات مهما كانت بلاغة القلم
فهي دمعة سقم وألم ووهن وضعف
بل أكبر من كل هذا وهذه الدمعة صاحبها مكلوم ودمعهُ دواء.
دموع الاشتياق :
من أصدق الدموع وأصعبها تنساب من العين لكن مصبها هو القلب
،ذلك القلب الذي يتلوى من الاشتياق والحنين لمن نحبه
ولا نستطيع رؤيته دمعة تناجي الحبيب مهما كان بعيداً
دمعة نتمنى لو أنها تستطيع أن تلامس قلبه لتحكي له عن
حالنا في بعده وغيابه تلك الدمعة مؤلمة لأبعد الحدود
دموع الصمت :
يذرفها القلب دماً لا دمعاً عندما لا يقوى على مجاراة الالم
وعندما يعجز الاحساس عن نقل هذه الدموع إلى العين
تظل حينها حبيسة القلب مكونة بذلك
عذاباً حقيقياً لا يفقهه إلا من انكوى به دموع رهيبة حقاً
الدموع :
هي متنفسنا وملاذنا... مهما كان وقعها علينا تضل هي من تطهر أنفسنا
وتروح عن خلجاتنا هي نعمة من عند الله سبحانه وتعالى
وهي تعكس صحة جسم و نفس سليمة
وهي تعيد الحياة إلى القلب وتريح النفس مما يشوبها أحياناً.
فالذي لا يبكي فهو عديم القلب أما من لا يتأثر لدموع غيره فهو منزوع
الإحساس
وذلك أشد وأبشع وقعاَ
واخر الدموع واجملها دموع الخشوع :
دمعة خشوع: وهي التي تتساقط إجلالا وتعظيما للخالق عز وجل، ويا سعد العين
صاحبة هذه الدمعة فهي عند الله عاليه المقام محمودة معصومة ويهتز لها القلب
والمشاعر والجسد إحساسا بعظمتها وقيمتها* ونعم الدمع دمع الخشوع والإيمان.