أكدت المباريات الأخيرة التي لعبها المنتخب الوطني ضد كل من زامبيا ومصر، وحتى قبلها ضد ليبيريا، أن المدرب سعدان قد تنفس الصعداء بحل المعضلة التي كان يعاني منها الخط الأمامي للخضر. وكان لقدوم الثنائي جبور وغزال الوقع الكبير والأثر البارز على النزعة الهجومية التي رفعت المنتخب إلى الصف الأول.
جبور يملك كل مواصفات الهداف...لما استدعى المدرب سعدان اللاعب رفيق جبور للمرة الأولى، كان يريد التأكد من إمكانياته كهداف يمكنه حل المشكلة التي عانى منها المنتخب في زمن المدرب كافالي الذي لم يستقر على قلب هجوم حقيقي طيلة الفترة التي قاد فيها الخضر. وحتى ولو كان جبور قد التحق بالخضر في المرة الأولى قبل ثلاث سنوات في المباراة الودية التي جمعتهم بنادي إيستر الفرنسي، فإنه لم يبق مع المنتخب وغاب لفترة طويلة، ليعود في لقاء ليبيريا ويدشن عودته بهدف. عودة جبور إلى المنتخب كانت قوية، فقد استطاع التأقلم بسرعة مع التشكيلة وأثبت وزنه في الخط الأمامي رفقة زميله غزال. في كل المباريات التي لعبها مع الخضر، أبان جبور عن قوة اختراق فائقة وحس تهديفي عالي، وقد ساعدته بنيته المورفولوجية (1.85م -77 كلغ) على فرض وزنه في دفاع الخصم. خلال المباراة ضد منتخب مصر، لعب جبور كرأس حربة حقيقي وسجل هدفا أنهى به المباراة وكان هدفا لا يحرزه إلا المهاجمين الكبار.
بعد المباراة، تأكد سعدان من أن جبور قد أصبح اللاعب الذي يملك قدرة تحريك الهجوم.
عاد جبور في مباراة زامبيا وبذل مجهودا كبيرا وسط الدفاع الزامبي، وكان له الفضل في إحراز صايفي الهدف الثاني بعد انطلاقة بالكرة فاجأ بها الدفاع الزامبي. أما ضد الأورغواي، فكان جبور في مستوى المهمة التي أوكلت له وسجل الهدف الوحيد للخضر، ليصبح قبل مباراة زامبيا بأيام رقما مهما وأساسيا في حسابات المدرب سعدان.
...وغزال سيد منطقة الجزاء
بالرغم من أنه يلعب كقلب هجوم، إلا أن الأخصائيين يرون في عبد القادر غزال، مهاجم سيينا الإيطالي، لاعبا محوريا يمكنه تنشيط الخط الأمامي حتى لما يكون محروما من الكرات. في أول ظهور له مع المنتخب الوطني بمناسبة المباراة الودية ضد بينين، أبهر غزال الطاقم الفني وكل من تابع الموعد، واعتبر حينها الإضافة التي كان يبحث عنها المدرب الوطني، وأكد حضوره بهدف جميل أحرزه في مرمى منتخب بينين. وكانت تلك المباراة بمثابة انطلاقة لغزال مع الخضر، فقد أظهر جاهزية وحماسا كبيرين، ولم يغب عن المنتخب منذ تلك الفترة. مباراة مصر كانت مناسبة للاعب سيينا ليحرز أول هدف له في مباراة رسمية، ويبقى الهدف الذي سجله في مرمى عصام الحضري نموذجا للرأسيات التي يحسن غزال التعامل معها. ولا بد من القول بأن عبد القادر لاعب كثير الحركة في منطقة العمليات، وهو ما جعله يستغل الكرات العالية، مثلما فعل ضد منتخب مصر، لما أحرز الهدف الثاني. وقد بيّنت مباراة مصر أن عبد القادر غزال بإمكانه اللعب كقلب هجوم محوري يحرج إلى حد كبير دفاع الفريق الخصم. ويبقى القول بأن عبد القادر غزال قد أصبح بمرور المباريات لاعبا أساسيا في هجوم "الخضر" وباستطاعة الطاقم الفني الاعتماد عليه في المباريات القادمة.
غزال وجبور يتكلمان لغة الأهداف
بلا شك ولا اختلاف أن المدرب رابح سعدان سيضع كل ثقته في الثنائي غزال- جبور اللذان أثبتا نجاعة فائقة في المباريات الأخيرة. اليوم أمام منتخب زامبيا، سيكون هجوم المنتخب الوطني مطالب بالحفاظ على روح التهديف التي أظهرها، لا سيما في المقابلات الأخيرة.
وفي كل الأحوال، وفي حالة ما إذا أبقى سعدان على نفس الاستراتيجية التي لعب بها "الخضر" أمام مصر وزامبيا وحتى ضد الأورغواي، فإن اللاعبين جبور وغزال سيستفيدان من العمل الهجومي لكريم متمور على الجهة اليمنى، زيادة عن التوزيعات في العمق، كما حدث في مباراة مصر لما تلقى جبور كرة دقيقة من كريم زياني، انتهت بهدف ثالث في مرمى المصريين. ونظرا لطبيعة المقابلة وأهميتها، يبدو من الواضح أن المدرب رابح سعدان لن يغيّر الكثير في طريقة اللعب وهو ما يعني بأن الخط الأمامي الذي يملك معدل تهديف جيد (2.33 هدف) في المرحلة الأولى من التصفيات لن يغيّر من فلسفته. ومن المؤكد بأننا سنقف اليوم على نشاط هجومي معتبر للثنائي جبور- غزال، وهو ما يعني روحا هجومية قادرة على التسجيل في مرمى زامبيا، الشيء الذي سيؤدي لا محالة إلى فوز جديد للمنتخب الوطني.