افتك المنتخب الوطني أمس 3 نقاط ثمينة في مواجهة حاسمة أمام المنتخب الزامبي بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. ولم يخيب أشبال سعدان آمال الجماهير العريضة التي تنقلت بكثافة إلى ملعب البليدة، وكذا الملايين الذين تابعوا المباراة عبر الشاشة الصغيرة، وجاءت النتيجة لتعزز حظوظ الخضر في التأهل لمونديال جنوب إفريقيا، كما تمثل نتيجة مباراة أمس خيبة أمل للمنتخب المصري الذي ظل يراهن على انهزام للجزائر أمام زامبيا أو رواندا مما يسمح للفراعنة لمحاولة العودة من بعيد.
وقد عرف اداء المنتخب الوطني تباينا بين شوطي المباراة، حيث عرفت التشكيلة الوطنية صعوبات جمة خلال الفترة الأولى، في حيت تجلت بعض الحلول للناخب الوطني بعد أن دفع بلاعب لازيو روما الإيطالي مراد مغتي مكان لاعب بوخوم الالماني المدافع عنتر يحيى.
وبهذا الفوز يتصدر المنتخب الجزائري مجموعته بـ10 نقاط بعد أربع مباريات أداها في هذه التصفيات، مكتفيا بالأهم في مثل هذه المباريات وهي الثلاث نقاط.
وقد عرف شوط المباراة الأول تقطعا في أداء المنتخب الوطني، وضغطا رهيبا مارسه أبناء المدرب الفرنسي هيرفي رونار، حيث اعتمدت عناصر المنتخب الوطني على الكرات الطويلة التي لم تأت أكلها طيلة الفترة الأولى من المباراة مع اعتماد بعض التوغلات على الجهة اليمنى، كتلك المحاولة التي أداها لاعب بوريسيا متشنغلاندباخ كريم مطمور في الدقيقة الـ12.
وخلال نصف الساعة الأولى كلها، لم نر المنتخب الجزائري بالوجه الذي عودنا عليه في مباريات التصفيات الأولى، حيث بدت عناصرنا تائهة فوق الميدان وفاقدة للتركيز، في الوقت الذي عرفت خطوط المنتخب تباعدا غريبا فيما بينها، في المقابل، كان المنتخب الزامبي قد أحسن تطبيق تعليمات المدرب الفرنسي رونار، بحيث أغلق المنافذ التي تعوّد الخضر بناء لعبهم عليها من الجهة اليمنى عن طريق كريم مطمور، وعلى الجهة اليسرى عن طريق نذير بلحاج، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على القلب النابض للمنتخب كريم زياني، كل هذا جعل المنتخب الزامبي يُحسن انتشاره فوق ارضية الملعب، ويخلق عدة فرص سانحة للتهديف، من ذلك تسديدة نجم المنتخب الزامبي فيليكس كاتونغو في الدقيقة الـ29، لا أن التسديدة مرت فوق إطار الحارس لوناس قاواوي ببضع سنتيميترات.
إلى ذلك، عرف الشوط الأول إلغاء الحكم الموريسي لهدف سجله عنتر يحيى في الدقيقة الـ33 إثر تنفيذ بلحاج لركنية على الجهة اليسرى للحارس الزامبي، وهو القرار الذي أثار احتجاجات العناصر الوطنية.
وخلال الفترة الثانية، دخل المنتخب الوطني بعزيمة أكبر وبتركيز أكثر، وظهر ذلك جليا من خلال النزعة الهجومية التي بدت على العناصر الوطنية، حيث استطاع خط الوسط –الذي أعاد له اللاعب مغني بعض التوازن- بناء بعض الهجمات التي كانت غائبة خلال الفترة الأولى من المباراة.
وفي الوقت الذي كان الهدف يدور في مرمى الزامبيين، فاجأ هجوم زامبيا في الدقيقة الـ52 الدفاع الجزائري بتسجيل هدفي شرعي، إلا أن الحكم رفضه بداعي التسلل، ليرد عليه رفيق صايفي في الدقيقة الـ59 بتسجيل هدف التقدم بعد تمريرة من مطمور على الجهة اليسرى للحارس، ليستقبل رفيق صايفي على الطائر ويسدد بالرجل اليسرى معلنا تقدم الخضر على فريق التماسيح.
وبعد تسجيل الهدف، عرفت العناصر الوطنية تحررا كبيرا في اللعب، واستطاعوا المحافظة على الكرات لعدة دقائق، بخلاف الفترة الأولى، وبناء اللعب، لتصل الدقيقة الـ77 التي عرفت تسجيل أخطر فرصة للمنتخب عن طريق تمريرة من زياني لصايفي الذي بدوره يمرره بالعقب للاعب البديل عبد القادر غزال الذي سدد تجاه المرمى غلا أن العارضة الافقية للحارس الزامبي حالت دون تسجيل الهدف الثاني، وهي الكرة التي ارتدت لتجد راد مغني يستقبلها بمقصية إلا أنها مرت فوق الإطار.
وفي الدقيقة الـ79 ضيع البدسيل الآخر كمال غيلاس لفرصة تسجيل حقيقية بعد استقباله لكرة رائعة من غزال إلا أن الكرة كانت مرتفعة قليلا على إطار مرمى الزامبيين.
وكادت التغييرات التي أجراها المدرب رونار أن تباغت مرمى الخضر بعد التساهل والارتباك الكبيرين الذين ظهرا جليا على دفاع الخضر، وتكراره لنفس الأخطاء على مستوى منطقة الـ18 متر، وهو التساهل الذي كاد أن يكلفنا هدفا بعد "قذيفة" وجهها هجوم زامبيا في الدقيقة الـ85 على مرمى لوناس قاواوي.
منصوري يغيب ضد رواندا
سيغيب قائد المنتخب الوطني يزيد منصوري في المباراة القادمة التي سيلعبها الخضر ضد رواندا الشهر القادم. وكان منصوري قد تلقى البطاقة الصفراء الثانية في مباراة زامبيا التي ستحرمه من اللقاء المقبل. و حتى وإن كان منصوري قد شارك في كل المباريات السابقة، إلا أن غيابه لن يطرح إشكالا للمدرب سعدان الذي يملك عدة بدائل لتعويض منصوري.