- وبغض النظر عن تمنيات المصريين بتحقيق التأهل، أو بالشعارات التي
رددوها لموفد "الشروق" بأنهم سيفوزون بالخمسة والستة، فإن ما يجوب في
مخيلة جل المصريين أن المنتخب الجزائري يعتمد كثيرا على الحرب النفسية
وإثارة أعصاب المنافس.
وفي جولة استطلاعية للشروق في ميدان التحرير وأهم شوارع العاصمة القاهرة، أكد أغلبهم أنهم يتوّقعون مباراة من نار.
ولم
يعد مسعانا التركيز على توقعات نتيجة المباراة، وإنما هدفنا الخطط
التكتيكية، وكذلك الوقوف على مدى حرص المصريين للتعرف على كل صغيرة وكبيرة
بالمباراة، في محاولة منا لجس النبض ومعرفة مدى الحدس والثقافة الكروية
لهذه الجماهير.
جماهير القاهرة: "الجزائريون مشاغبون واستفزازيون"
سألنا
أحد عمال وكالات السياحة والأسفار بقلب القاهرة يدعى أكرم عن السيناريو
الذي يتوقعه للمباراة فقال "حنكسبكم ونتأهل للمونديال" فقاطعته أنا "لا
أسألك عن النتيجة، وإنما عن توقعاتك لسير اللقاء"، فرد قائلا "منتخبنا
يملك لاعبين جامدين، وسندفع للهجوم، ونسجل أكثر من هدف في الشوط الأول،
وأعتقد بأن المنتخب الجزائري سيستفزنا ويلعب بخشونة".
كنت
أظن أنها مجرد حمية، وتعصب من مناصر مصري، ولكن الحقيقة التي اكتشفتها أن
هناك اقتناع تام بأن المنتخب الجزائري عنيف، ويعتمد على الخشونة، حينما
تحدثت لأحد عمال مطاعم "طازه" بشارع الدقي بالعاصمة المصرية.
ويقول
هذا المناصر "نعلم بأن لاعبيكم سيعتمدون على الخشونة وإضاعة الوقت،
ومحاولة إثارة أعصاب لاعبينا وجماهيرنا، لكن سنكون بالمرصاد وسنحرق
أعصابكم من بداية اللقاء بهدفين".
الحرب الإعلامية رسمت صورة سلبية عن المنتخب الجزائري
ولعل
الحرب الإعلامية، والتهم الملفقة من طرف بعض المتشدقين في الإعلام المصري
رسمت صورة سلبية عن المنتخب الجزائري، وكأنه نفسه المنتخب الرواندي الذي
يعتمد على الخشونة وإهدار الوقت.
ويقول
عدد من المتحمسين المصريين في حديثنا إليهم بشارع رمسيس سهرة الثلاثاء
"نحب الجزائر، ولكن في الكرة لا يمكن ذلك أبدا، أنتم دائما تعتمدون على
الشغب وإثارة العنف، ومنتخبكم يعتمد على الخشونة والتصرف برعونة تجاه مصر".
ناقد مصري يرسم المشهد..الشغب يوقف المباراة
أحد
النقاد الرياضيين في مصر والذي يوصف بالاعتدال إبراهيم المنيسي رسم مشهد
المباراة يوم 14 نوفمبر في زاوية بعنوان وجهة نظر، وتعرض فيها إلى الشحن
الإعلامي وحالة الاحتقان وتأثيرها عن اللقاء.
ومن
أجل التعرف عن "وجهة نظر" هذا الإعلامي سننقل ما قاله في عدد صحيفة الأهلي
الصادرة اليوم حول تصرف مواطن "مصري غلبان ومسكون يحب بلده وغيور عليها".
وجاء
في المقال الذي استشرف المباراة الحاسمة.." سقط لاعب جزائري على الأرض..
تأثر في النهوض.. ادعى الإصابة.. عادتهم ولن يشتروها.. حرفتهم إهدار
الوقت.. وتحرك عقارب الساعة تخدمهم ويزيدنا توترا.. نجري نجيب الكورة ..
نشير لحكم على الساعة.. ويدفع هذا ذاك بالكوع والجمهور في المدرجات يغلي..
وهذا المسكين الذي شحنوه ظلما وعدوانا حتى فاض به ومنه الشحن، ماذا ننتظر
منه أن يفعل حتى بعد وابل من الهتاف والسخط والغيظ..؟".
الشحن والتعصب يبدد حلم مصر في المونديال
ويواصل
في كتابة السيناريو "طوبة واحدة صوب الملعب تكفي لتحقيق حلم بلد المليون
شهيد..ومندوبو الفيفا في الملعب شاهدين وهناك مراقبين للمباراة كل منهم
حاطط عينه في وسط رأسه.. ونحن إعلاميا نتسابق في إشعال نار سنكون أول من
يحترق بها ..وقدأعذر من أنذر".
ويضيف
"طوبة أو كرسي أو زجاجة مياه أو شعاع ليزر أو غيره من أدوات تبديد الحلم
..كلها جاهزة ويتمناها المنافس..هو فيه أرخص من كده.. طوبة واحدة وتروح
كأس العالم يا من كنت لا تحلم إلا بالصعود لكأس الأمم الإفريقية".
البقري: "المباراة لن تحكمها ضوابط فنية .."
أما
التقني محمود سعد البقري محلل قناة النيل الرياضية فاعتبر أن رسم مشهد
خيالي للسيناريو الأقرب للواقع للمباراة يبدو صعبا للغاية لاختلاف
المعطيات.
وقال
الخبير المصري الذي درب عددا من الأندية الجزائرية في حديثه للشروق "أعتقد
بأن هذه المباراة قد لا تحكمها ضوابط فنية، فالحديث عن الأمر الفني في
الوقت الحالي قد لا تكون جدوى منه".
وأوضح
محدثنا:" المباراة تلعب في 90 دقيقة، لكن طبيعة اللقاء ستجعل كل لاعب في
تشكيلة الفريقين يركض لزمن يفوق هذه المدة، بالإضافة إلى تأثير الشد
العصبي على طريقة اللعب". وتابع: "أعتقد بأن المدرب الحكيم والهادئ هو
الذي سيسيطر على أعصابه وسينقل تعليمات للاعبيه بشكل موزون، وأرى بأن
شخصية المدرب ستتجسد فوق أرضية الميدان".
ويؤكد
المدرب الذي التقته الشروق بالقاهرة بأن مباراة 14 نوفمبر سيلعبها بالأساس
المدربون وليس اللاعبين، ومن يعرف استغلال ثغرات الخصم فسيفوز باللقاء.